قضايا الخلع
كفل القانون المصري للزوجة حق الانفصال عن زوجها الذي لا ترغب في استمرار الحياة الزوجية معه حتى وإن لم يكن ذلك عن ضرر أو إيذاء قد لحق بها، ولكن باختلاف جوهري عن الطلاق، وذلك في مسألة حقوقها، إذ إن أهم ما تتسم به قضيّة الخُلع هو تنازل المرأة عن حقوقها..
إذًا.. ما هي إجراءات قضايا الخلع؟ وكم تستغرق قضايا الخلع في محكمة الأسرة؟ وما هي الأسباب التي من أجلها من الممكن أن ترفض المحكمة قضية الخلع؟ وما هي حقوق كل من الزوجة والزوجة بعد الخلع؟ ولماذا يحتاج هذا النوع من القضايا تحديدًا إلى محامي متخصص في قضايا الخلع؟
إجابات كل هذه الأسئلة وأكثر يوضّحها لنا الأستاذ المستشار محمد علي عرابي في مدونة موقع عرابي للمحاماة والاستشارات القانونية.
ما هي إجراءات قضايا الخلع؟
حتى يتسنّى للزوجة رفع دعوى الخلع أمام محكمة الأسرة يجب عليها أن تتّبع الخطوات التالية:
- إنشاء “ملف تسوية” من مكتب تسوية المنازعات الأسرية التابع لمحلّ إقامتها.
- عمل إنذار عرض مقدّم الصداق، وهي الوثيقة التي تُثبِت ردّها للمبلغ الذي أخذته كمقدّم للصداق “المهر المقدّم”.
- رفع دعوى الخلع أمام محكمة الأسرة، وتحديد موعد للجلسة الأولى.
- تقرّ الزوجة في الجلسة الأولى بتنازلها عن حقوقها المتمثلّة في (نفقة العدّة، والمتعة، ومؤخر الصداق)، بالإضافة إلى تقديم إنذار العرض الذي سبق وأن أصدرته في الخطوة الثانية من الخطوات العملية في قضايا الخلع.
- الإقرار ببغضها للحياة الزوجية مع هذا الزوج، وخوفها من ألا تقيم حدود الله (ولا حاجة هنا إلى الإشهاد على الزوج بوقوع ضرر أو ما إلى ذلك).
- العرض على خبيرين نفسيين للتأكد من سلامتها وصحتّها النفسية وكونها غير واقعة تحت أي نوعٍ من أنواع التهديد، وإصدار “تقرير الخبيرين”.
- ندب المحكمة لحكمين، حكم من أهلها وحكم من أهل الزوج للصلح أو التقرير باستحالة العشرة بين الزوجين، ويعرف ذلك باسم “تقرير الحكمين”.
- تُكرر المحكمة عرض الصلح مرّتين حال وجود أطفال بين الزوجين، أما في حالة لم يكن هناك أطفال فيكون عرض الصلح مرة واحدة فقط.
- تحجز المحكمة الدعوى للحكم حال رفض الزوجة للصلح.
- تطليق الزوجة طلقة بائنة بينونة صغرى إذا لم تكن هذه الطلقة مكمّلة للثلاث طلقات، أو تطليقة بائنة بينونة كبرى حال كون هذه الطلقة هي الطلقة الثالثة.
وبذلك تكون الزوجة مطلقّة رسميًا، ولكن يتبع ذلك بعض الإجراءات التوثيقية التي تشتمل على:
- إعلام المحكمة الحكم بالصيغة التنفيذية عن طريق المُحضرين.
- تقديم هذا الإعلام إلى السجل المدني وأخذ إيصال مقابل مبلغ مادّي.
- تقديم الإيصال والحكم إلى رئيس القلم بالمحكمة.
- أخذ القسيمة من السجل المدني بعد مرور فترة زمنية.
تنويه: إن كافّة هذه الإجراءات يجب أن يقوم بها محامي متخصص في قضايا الخلع حتى تتأكد الزوّجة من صحّة الأوراق والإجراءات، وذلك لمساعدتها في كسب قضية الخلع وفي أقرب وقت.
ما هي مدة الحكم في قضايا الخلع؟
غالبًا ما تستغرق قضية الخلع في محكمة الأسرة نحو 3 أشهر إلى 6 أشهر، ويرجع ذلك إلى كثرة دعاوى الخلع المنظورة أمام محاكم الأسرة، وما تستغرقه جلسات الصلح والإنظار.
ما هي أسباب رفض قضايا الخلع؟
من المعروف أن دعوى الخلع حتى وإن لم يقع على الزوجة أي ضرر، ولكن في بعض الأحيان قد ترفض المحكمة دعوى الخلع لأحد السببين الآتيين:
- طعن الزوج على صورية مقدم الصداق (المهر المقدّم)، وهي تلك الورقة التي أصدرتها الزوجة، والتي تحمل اسم “إنذار عرض مقدّم الصداق”. فإذا لم تدفع الزوجة المهر الذي أثبته الزوج بعد الطعن فإن المحكم تحكم برفض دعوى الزوج.
- إثبات عدم حضور الزوجة إلى الحكمين بشخصها.
ما هو حق الزوجة في قضايا الخلع؟
لا تتنازل الزوجة في قضايا الخلع إلا عن ثلاثة أشياء، وهي: نفقة العدّة، والمتعة، والمؤخر.. وبالتالي يثبت لها الحقوق التالية:
- نفقة الأولاد إن كانت حاضنة.
- قائمة المنقولات.
- شقّة الزوجية.
ما هي حقوق الرجل على المرأة في قضايا الخلع؟
يثبت للزوج بحكم القضاء في قضية الخلع عدّة أمور:
- الإعفاء من نفقة العدّة والمتعة ومؤخر الصداق.
- استرداد مقدّم الصداق.
- الإعفاء من نفقة الزوجة نفسها، ولكن لا تسقط نفقة الأولاد إذا كانت الزوجة هي الحاضنة كما وضحنا سابقًا.
وبالتالي لا يكون الخلع معفيًا للزوج من كافّة النفقات الواجبة عليه في أثناء الزواج.
هل يُمكن الاستئناف في قضايا الخلع؟
لا، فحكم الخلع نافذ ولا يُمكن الاستئناف عليه، بخلاف حكم الطلاق للضرر الذي يُمكن الاستئناف عليه من قِبَل الزوج أو الزوجة.